(وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا
يَظْلِمُونَ) إلى قوله تعالى (وَلَقَدْ ذَرَأْنا
لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) وإنما قال ذلك لنفاد علمه فيهم بأنهم يصيرون إليها
بكفرهم بربهم ويسمّي بعض أهل المعاني هذه اللام لام [الصيرورة] فيه كقوله : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ
عَدُوًّا وَحَزَناً)[١]. وأنشدوا :
وروى عبد الله
بن عمرو عن النبي صلىاللهعليهوسلم في هذه الآية قال : «إن الله تعالى كما ذرأ لجهنم ما
ذرأ كان ولد الزنا ممن ذرأ لجهنم» [١٩٩] ، ثمّ وصفهم فقال (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها) ولا يعلمون الخير والهدى (وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا
يُبْصِرُونَ بِها) طريق الحق والرشاد (وَلَهُمْ آذانٌ لا
يَسْمَعُونَ بِها) مواعظ الله والقرآن فيفكرون ويعتبرون بها فيعرفون بذلك
توحيد الله ثمّ يعملون بتحقيق [النبوّة] فآتينا بهم ثمّ ضرب لهم مثلا في الجهل
والاقتصاد على الشرب والأكل وبعدهم من موجبات العمل. وقال عز من قائل (أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُ) لأن الأنعام تعرف ربها وتذكره ويطيعوه والكافرون لا
يعرفون ربهم ولا يطيعونه وفي الخبر : «كل شيء أطوع لله من ابن آدم» [٢٠٠] [٤].
(وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ
الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) قال مقاتل : وذلك أن رجلا دعا الله في صلاته ودعا
الرحمن ، فقال رجل من مشركي مكة : أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون ربا واحدا
فما