responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 4  صفحه : 310

وأقام القوم [به أمّة] فرفعهم كقوله : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ).

(وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ) إلى قوله تعالى (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) وإنما قال ذلك لنفاد علمه فيهم بأنهم يصيرون إليها بكفرهم بربهم ويسمّي بعض أهل المعاني هذه اللام لام [الصيرورة] فيه كقوله : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) [١]. وأنشدوا :

أموالنا لذوي الميراث نجمعها

[ودورنا] لخراب الدهر نبنيها [٢]

وقال الآخر :

فللموت تغدو الوالدات سخالها

كما لخراب الدهر تبنى المساكن [٣]

وروى عبد الله بن عمرو عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في هذه الآية قال : «إن الله تعالى كما ذرأ لجهنم ما ذرأ كان ولد الزنا ممن ذرأ لجهنم» [١٩٩] ، ثمّ وصفهم فقال (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها) ولا يعلمون الخير والهدى (وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها) طريق الحق والرشاد (وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها) مواعظ الله والقرآن فيفكرون ويعتبرون بها فيعرفون بذلك توحيد الله ثمّ يعملون بتحقيق [النبوّة] فآتينا بهم ثمّ ضرب لهم مثلا في الجهل والاقتصاد على الشرب والأكل وبعدهم من موجبات العمل. وقال عز من قائل (أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُ) لأن الأنعام تعرف ربها وتذكره ويطيعوه والكافرون لا يعرفون ربهم ولا يطيعونه وفي الخبر : «كل شيء أطوع لله من ابن آدم» [٢٠٠] [٤].

(أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ).

وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُ‌وا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٨٠) وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (١٨١) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِ‌جُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (١٨٢) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (١٨٣) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُ‌وا مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ‌ مُّبِينٌ (١٨٤) أَوَلَمْ يَنظُرُ‌وا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَ‌بَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (١٨٥) مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُ‌هُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١٨٦)

(وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) قال مقاتل : وذلك أن رجلا دعا الله في صلاته ودعا الرحمن ، فقال رجل من مشركي مكة : أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون ربا واحدا فما


[١] سورة القصص : ٨.

[٢] لسان العرب : ١٢ / ٥٦٢.

[٣] القاموس المحيط : ٤ / ١٧٨.

[٤] المعجم الصغير : ٢ / ٥١.

نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 4  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست